كارولين وعصام فلسطينيان من الناصرة يرغبان بالارتباط، ولم يكن يخيل إليهما أنه بالإمكان صناعة رباط الحب (المحبس) ذاتياً بالشكل الذي يرغبان في تصميمه، على عكس العادة السائدة المتعلقة باقتناء الأربطة الجاهزة من خلال بائعي المجوهرات.
على مدار يومين استطاعا أن يتخيلان ويصممان وينتجان خاتمين يفيضان حباً. ولم يمكن ذلك كما قالا من دون مساعدة الصائغة هديل كنج، تلك الفتاة التي أنشأت ورشة لمساعدة الأشخاص على صناعة رباط الحب ذاتياً وبشغف ومحبة عميقة.
في صغرها كانت هديل مولعة بتصميم المجوهرات، وعندما كبرت اتخذتها مهنةً. تقول: "شعاري دائماً.. كن ثملاً بالحب فإن الوجود كله محبة، وأرادت أن أقوم بتحويل هذا الشعار إلى واقع من خلال إدخال البهجة على قلوب العاشقين الذين يرغبون بالارتباط من خلال فتح الورشة أمامهم لصناعة رباط الحب بأيديهم".
وأضافت هديل التي تقيم في البلدة القديمة بالناصرة: "قمت بافتتاح هذا البوتيك كي أعطي فرصة لكل شخص أن يبدع في التعبير عن حبه عن طريق القطعة التي يقوم بتصميمها، وتنفيذها.. كان لدي حلم بإسعاد كل شخصين يرغبان بالارتباط".
وعن سر اختيارها لموقع البوتيك (الورشة)، قالت: "ببساطة، السوق يتميز بسمة لا يمكن العثور عليها في أي مكان آخر من العالم، من ناحية المباني العتيقة، والتصميم المعماري الذي يتميز بقبابه وأقواسه وأحجاره، وحتى الناس الذين يعيشون هنا.. كل التفاصيل الصغيرة مميزة في هذا المكان، وتساعد على الإلهام".
تشير الفتاة إلى أن عملها الأساسي متعلق بالخط العربي وزخرفة المجوهرات المصنوعة من الذهب والفضة، وحتى النحاس، معتبرةً أن الخط العربي أساس لكل شيء في حياة أي فلسطيني يعيش هنا للحفاظ على الهوية الفلسطينية العربية.
تعتبر هديل أن كل كلمة أو جملة تكتب بالمعدن تعبر عن ثقافة الشخص وارتباطه بها، ولهذا فإن اتاحة الفرصة للأشخاص لاختيار التصاميم والكلمات والجمل التي يرغبون بتجسيدها على شكل محابس، يجعل من هذه القطع جزء من حياتهم. تتطلع هديل لأن يسود الحب بين الناس، وأن تساعد ورشتها العاشقين على الأرتباط، وأن تبقى الناصرة مصدراً للإلهام والإبداع.