صناعة وصيانة قوارب الصيد:  مهنة تحارب لأجل البقاء

صناعة وصيانة قوارب الصيد: مهنة تحارب لأجل البقاء
APA
صناعة وصيانة قوارب الصيد:  مهنة تحارب لأجل البقاء

تحت أشعة الشمس الحارقة داخل ميناء غزة، تعلو أصوات مطارق العاملين في صيانة وترميم مراكب الصيد على صوت عباب البحر. فيما يواجه هؤلاء الفنيين والحرفيين تحديات كبيرة، أبرزها الحصار الإسرائيلي الذي يمنع إدخال المواد اللازمة لصيانة وصناعة القوارب.

وتعتبر حِرفة صناعة وإصلاح مراكب الصيد في غزة، من بين المهن التقليدية التي تواجه اليوم خطر الانقراض، على الرغم من أهميتها في دعم قطاع الصيد والاقتصاد المحلي، حيث أن عدد العاملين الحرفيين في هذا المجال قد انخفض بشكل كبير. 

محمد جربوع يعمل فني في صناعة وتصليح مراكب الصيد، ويعكف على تصليح المراكب الصغيرة منذ عشرات السنين، بعد أن ورث هذه المهنة من والده، وأجداده. يقول، إن مهنة صيانة القوارب ساعدت مئات الصيادين على استئناف عملهم بعد تعطّل مراكبهم الخاصة في ظلّ ارتفاع تكلفة شراء قارب صيد جديد.

ويعود قلّة عدد العاملين في مهنة التصليح، لكونها من المهن القديمة التي أوشكت على الاندثار، وتحتاج إلى وقت وجهد بالتزامن مع ارتفاع المواد المستخدمة في الإصلاح.

ونتيجةً لسوء الأوضاع الاقتصادية لدى الصيادين، فإنّ الكثير منهم ممن تتعطل مراكبهم يتوقف عملهم وينتظرون الدعم من المؤسسات الحكومية والأهلية لإصلاح مراكبهم، بسبب ارتفاع أسعار المواد المستخدمة في صيانة المراكب وتحديداً مادة "الفايبر جلاس" وهي من أهم المواد المستخدمة في إنشاء وتصليح مراكب الصيد.

أما فيما يتعلق بسعر هذه المادة، فقد فكان يُباع صندوق "الفايبر جلاس" الذي يزن 18 كيلوجرام، بـ 220 شيكلا، أما اليوم تجاوز سعره 700 شيكل (الدولار: 3.84 شيكل)، وفقًا لجربوع.

كما أن أسعار القوارب محلية الصنع تختلف باختلاف حجمها، وتتراوح أسعارها ما بين 13 إلى 22 ألف شيكل. ويقول جربوع إن الأسعار "مناسبة"، مقارنة بسعر وجودة المراكب المستوردة.

وتعد مسألة وجود المواد الخام المستخدمة في صناعة القوارب في غزة، مشكلة كبيرة بالنسبة للفنيين، خاصة أن توفرها ودخولها للقطاع متذبذب نتيجة الحصار الإسرائيلي، وتتشدد سلطات الاحتلال في إدخالها. وبحسب جربوع فقد منع الاحتلال إدخال مادة الفايبر جلاس لمدة زادت عن العشر سنوات سابقاً.

وعلى الرغم مما تواجهه مهنة الصيد من تحدّيات في عصب استمرارها؛ إلا أنها ما تزال باقية في قطاع غزة، كمصدر رزق لمئات الصيادين وعائلاتهم.