APA
تسبب حريق كبير اندلع في مكبّ للنفايات الموجود في منطقة جحر الديك شرقي مدينة غزة، يوم الجمعة الماضي، بمعاناة كبيرة للسكان نظرا للأدخنة السامّة التي انبعثت منه.
وغطت سحب دخان كثيف سماء المنطقة؛ مما أعاق الرؤيا وتسببت باختناق المواطنين، فيما عملت سيارات الإطفاء التابعة لفِرق الدفاع المدني، بِجِد للسيطرة على اللهب وإخماد الحريق. كما تجمعت سيارات الشرطة لتنظيم حركة الإطفاء وضمان سلامة المواطنين.
وتجمع مواطنون في المحيط القريب من مكب النفايات، لمساعدة فِرق الإطفاء والدفاع المدني في جهودهم لاحتواء الحريق.
كما ارتدى بعض المواطنين كمامات طبية لتلافي خطر الدخان وللحفاظ على صحتهم، في حين اضطر آخرون لمغادرة منازلهم هربًا من انبعاث الدخان السام.
وأثار هذا الحادث مخاوف كبيرة بشأن التأثيرات الصحيّة والبيئية المُحتملة على المنطقة، وهو ما دفع الجهات المختصة إلى تكثيف الجهود للسيطرة على النيران وحماية السكان والبيئة من مخاطره.
بدورها، حذرت بلدية غزة من استمرار تطور الحريق الذي اندلع داخل مكب النفايات الرئيسي الواقع في منطقة قرية وادي غزة (المعروفة باسم جحر الديك) شرق المدينة.
وأعلنت بلدية غزة حالة الطوارئ منذ اللحظة الأولى لاندلاع الحريق، ونبّهت من خطورة انتشاره، الذي قد يتسبّب في كارثة بيئية وصحية لمناطق ومدن متاخمة للمكبّ.
وقال رئيس قسم الإعلام في بلدية غزة، حسني مهنا، إن طواقم الدفاع المدني مستمرة في أعمالها داخل مكب النفايات في المنطقة للسيطرة على النيران المشتعلة، منذ عصر الجمعة الماضي، ولم تفارق المكان بالإضافة إلى طواقم بلدية غزة ومجلس الخدمات المشترك للنفايات الصلبة.
وأشار إلى أنّه مع اشتداد الرياح ليلة اندلاع الحريق وارتفاع درجات الحرارة، اتّسعت رقعة النيران المشتعلة في المكب، لتصل إلى نحو 50 دونماً بشكلٍ متفرق من المساحة الإجمالية لمكب النفايات شرق مدينة غزة، والتي تبلغ مساحته 220 دونما.
وأوضح أن مكب النفايات المذكور هو الأكبر على مستوى القطاع، حيث يستقبل 1200 طن من النفايات من محافظتي غزة والشمال، ويخدم ثماني بلديات رئيسية، بالإضافة إلى خدمة جمع النفايات الخاصة بوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا".
وذكر مهنا أن النيران المشتعلة حاليًا تُشكل خطراً على البيئة والصحة العامة بمدينة غزة، نتيجة انبعاث الدخان السام في المكان.
وناشد الجهات المختصة والمؤسسات المحلية والعربية والدولية "للتدخل العاجل، للمساعدة في إخماد النيران المشتعلة، والضغط على الاحتلال الإسرائيلي لفتح المعابر والسماح بإدخال المعدات اللازمة لعمل الطواقم في مكب النفايات".
وأشار إلى أن الإمكانات المتوفرة لدى الطواقم العاملة في مكب النفايات ضعيفة جداً ومحدودة، بفعل الحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة منذ سنوات عديدة.
التعليقات