يعد المزاج الصباحي أحد الأمور المهمة التي تؤثر على حياة الناس بشكل كبير. فكيف يبدأ الشخص يومه وكيف يكون مزاجه صباحًا الذي يُمكن أن يلقي بظلاله على تفاعلاته مع الحياة اليومية بشكل عام، سواء كانت تلك التحديات شخصية، عائلية، مهنية، أو مجتمعية. في هذا المقال، نستكشف تأثير المزاج الصباحي على حياة الناس وسنقدم بعض الاستراتيجيات للتعامل مع التحديات اليومية وتحسين المزاج الصباحي.
يرى مختصون نفسيون أن الصحة النفسية لا سيما مزاج الأفراد الصباحي هو بوابة لأحداث اليوم بأكمله، فعندما يكون المزاج إيجابيًا ومشرقًا، يمكن للأفراد أن يواجهوا التحديات بطريقة أفضل ويتفاعلون بشكل إيجابي مع الأحداث المختلفة.
ومع ذلك، إذا كان المزاج سلبيًا أو مكتئبًا في الصباح، فقد يتحول ذلك إلى نمط سلبي يؤثر على الأداء والعلاقات والصحة العامة. يمكن أن يتسبب المزاج الصباحي السيء في زيادة مستويات التوتر وتقليل الطاقة والتركيز، مما يؤثر على الإنتاجية والتفاعلات الاجتماعية.
في قطاع غزة، تُشير الإحصاءات إلى سوء الصحة النفسية لدى معظم السكان بالعموم، وهو ما يُنذر بضرورة اتباع إجراءات تخفف من حدّة الأمر، نظرًا إلى أن تأثيرات الأوضاع الاقتصادية في القطاع امتدت إلى الإصابة بالعديد من الأمراض النفسية لاسيما الاكتئاب الذي أصاب 71% من الأفراد (18 سنة فأكثر) في القطاع، وفقًا لبيانات مسح الظروف النفسية عام 2022.
وينصح المختصون بطرق "مجانية" يمكن لجميع الأفراد من مختلف الطبقات الاجتماعية اتباعها حول كيفية التعامل مع التحديات اليومية وتحسين المزاج الصباحي، منها:
إدراك المشاعر والتعبير عنها: قبل أن تبدأ يومك، حاول أن تكون واعيًا لمشاعرك وانفعالاتك. اعترف بالمشاعر السلبية إن وجدت ولا تكبتها. يمكنك التعبير عنها بوسائل مختلفة مثل الكتابة، أو التحدث مع شخص مقرب، أو ممارسة التأمل. تحدث عن مشاعرك يساعدك على تخفيف الضغط والتركيز على الحلول.
ممارسة الرعاية الذاتية: يمكن أن تكون رعاية الذات مفتاحًا لتحسين المزاج الصباحي. حاول تخصيص وقت لنشاط يستمتع به كل صباح، مثل ممارسة التمارين الرياضية، القراءة، الاستماع للموسيقى المفضلة، أو القيام بتقنيات الاسترخاء مثل اليوغا أو التأمل. كما يجب أن تولي اهتمامًا للنوم الجيد، حيث يؤثر نوم غير كافٍ أو غير جيد على المزاج والطاقة في الصباح.
التخطيط والتنظيم: قم بتخطيط نشاطاتك ومهامك في اليوم السابق، وحاول تنظيمها بشكل منطقي. عندما تكون لديك خطة واضحة لليوم، فإن ذلك يمنحك شعورًا بالسيطرة ويقلل من التوتر الناجم عن الشعور بالعجز والفوضى. تقسيم المهام إلى وحدات صغيرة ومنجزة يمكن أن يكون مفيدًا أيضًا للحفاظ على الدافع والإنجازات اليومية.
التواصل الاجتماعي الإيجابي: حاول التفاعل مع الناس بإيجابية في الصباح، سواء كان ذلك مع أفراد العائلة، الأصدقاء، أو زملاء العمل. الحديث مع الآخرين ومشاركة الضحك والابتسامات يمكن أن يعزز المزاج الصباحي ويخلق أجواء إيجابية لبداية يومك.
الاهتمام بالتغذية الصحية: تأثير التغذية على المزاج لا يمكن تجاهله. حاول تناول وجبة صحية ومتوازنة في الصباح تحتوي على الفواكه والخضروات والبروتينات والكربوهيدرات الصحية. تجنب تناول الطعام الثقيل أو الدهني الذي يمكن أن يؤثر سلبًا على الشعور بالطاقة والنشاط.
إذ يُشير المختصون في أن اتباع استراتيجيات تحسين المزاج الصباحي هذه قد تساعدك في صحة نفسية جيدة وتسهل التعامل مع التحديات اليومية بشكل أفضل وتعزز رفاهية الأفراد العامة.
كما أن المزاج الصباحي ليس شيئًا ثابتًا، ويمكن أن يتأثر بالعديد من العوامل. قد يستغرق بعض الوقت والتجربة لاكتشاف ما يناسبنا بشكل أفضل، لذا يتطلب الأمر المرونة في التعامل معه والاستمتاع بأساليب تحسينه وفق ما يتلاءم مع كل فرد على حدا.
بالإضافة إلى ذلك علينا إدراك أن المزاج الصباحي ليس شيئًا قائمًا بذاته، إذ يمكن التأثير فيه من خلال اتخاذ قرارات وتحديد اهتمامات الأفراد الشخصية. وذلك بالتركيز على رعاية الذات وتطبيق الاستراتيجيات المناسبة؛ الأمر الذي يُساهم في تحسين صحتنا النفسية عامة وتحقيق يوم أفضل وأكثر إيجابية.
المزاج الصباحي