سقطت المسنة نادية شملخ (68 عاماً) ثلاث مرات خلال هروبها من المسكن الذي أحالته الطائرات الإسرائيلية أثراً بعد عين غرب مدينة غزة، خلال اليوم الثاني للعملية العسكرية التي تشهنها إسرائيل ضد تنظيم الجهاد الإسلامي.
وقالت شملخ التي ترعى أربعة أبناء وبنات من ذوي الإعاقة، لقد طالبنا الجيش الإسرائيلي بإخلاء المنزل قبل عملية قصفه بـ15 دقيقة فقط، وهي مهلة ليس كافية للنجاة وبخاصة في ظل وجود أشخاص يعانون إعاقة حركية داخل المنزل.
وأضافت السيدة الذي أثقل المرض حركتها: "ماذا يمكننا أن نفعل في 15 دقيقة؟، نحن لم نتمكن من أخذ أي شيء من مقتنياتنا.. بالكاد نجونا بأرواحنا".
وأوضحت شملخ أن منزلها المكون من طابق واحد دُمر عندما أصابت غارة جوية مبنى مجاور يخص أحد أقاربها، وحُذر منه بإخلاء منزله وإخبار جيرانه بفعل الشيء نفسه.
وبينما كانت تجلس على كومة الأنقاض، قالت: "سقطت على الأرض ثلاث مرات لأنني أجريت جراحة في ساقي، بينما ساعد الجيران أبنائي على الهروب رفقة الكراسي المتحركة".
وتستمر الضربات الإسرائيلية لليوم التالي على التوالي، مخلفة سقوط 24 شهيداً من بينهم 6 أطفال، وإصابة 215 آخرين، من بينهم 96 طفل وطفلة، وفق إفادة وزارة الصحة في قطاع غزة. فيما أحدث القصف أيضا دمارا كبيراً في المباني.
وبالعودة إلى شملخ التي قالت إن القصف ألحق أضرارًا جسيمة بمنازل الأقارب في المنطقة التي كان من الممكن أن تلجأ إليها هي وعائلتها، حيث أن فقدان منزلها تركها بلا مأوى ومستقبل مجهول. وقالت "أين سأنام مع أبنائي وبناتي المعاقين؟ ما حدث كان كارثة، هذا أمر غير عادل".
وتعتبر نسبة الأشخاص ذوي الإعاقة في الأراضي الفلسطينية، الأعلى على مستوى العالم، حيث تصل إلى 3.5% من مجموع السكان، وترتفع في قطاع غزة بشكل خاص لتصل إلى نحو 4%، نتيجة الحروب المتكررة.
ويقول الناشط في قضايا ذوي الإعاقة مصطفى عابد إن هذه الشريحة بحاجة ماسة إلى العديد من الخدمات، وفي مقدمتها الدعم النفسي في ظل الظروف الراهنة.
وأشار عابد إلى أن الأشخاص ذوي الإعاقة يعانون الامرين في ظل عجز الغالبية منهم عن التعامل مع أوضاع الطوارئ، لاسيما أصحاب الإعاقات الحركية والبصرية، لأن قدرتهم على النزوح من المساكن المهددة والأماكن الخطرة، محدودة جداً.