يقول الصياد الفلسطيني محمد عُروق (57 عاماً) وهو يدلل على بضاعته "أكلة والوداع يا سردين". في إشارة إلى قرب انتهاء موسم صيد هذا النوع من السمك، والذي يستمر من يونيو/ حزيران حتى أكتوبر/ تشرين الأول.
بينما كان عُروق يزن السمك لأحد الزبائن من أبناء حيه (الشيخ رضوان) شمال مدينة غزة، قال متهكماً: "الناس تجشأت السردين، لم يتبق بيت لم يتناول طبق سردين هذا الموسم"، مرجعاً ذلك لتدني أسعارها مقارنة بأنواع أخرى من الأسماك.
تعد سمكة السردين أكثر شهرةً في أوساط المواطنين بقطاع غزة الساحلي، ويظن البعض أنها الأكثر استهلاكاً، نظراً لتدني أسعارها مقارنة بأنواع أخرى، غير أن الإحصاءات التي قامت (آخر قصّة) بتحليلها تظهر أن السردين تأتي في المرتبة الثالثة مقارنة بأكثر أنواع الأسماك توفرا خلال العام 2019.
يعمل عروق وهو لاجئ من قرية "حمامة"، في حرفة صيد وبيع السمك منذ طفولته، وقد أمضى على هذا النحو أكثر من نصف قرن، ويشير إلى ارتباط السكان ارتباطاً وثيقاً بسمكة السردين، ولا يعرف سبباً لذلك.
وتأتي سمكة (أنشوقا أم رأس) في المرتبة الأولى بحجم إنتاج يزيد عن 981 ألف طن، فيما تأتي السردين في المرتبة الثانية بكمية إنتاج تتجاوز 641 ألف طن، يليها سمكة الـ(زريعة/ بذرة) بقيمة 395 ألف طن، ثم تأتي الكابوريا في المرتبة الرابعة بقيمة تزيد عن 305 ألف طن، وتأتي سمكة (البلميده) في المرحلة الأخيرة بقيمة إنتاج 296 ألف طن، وقد كانت هذه الأصناف الأكثر توفرا خلال العام 2019.
ووفقاً للبيانات الصادرة عن وزارة الزراعة وحصلت (آخر قصة) على نسخة منها، فإن محافظة غزة استحوذت على المرتبة الأولى على مستوى محافظات القطاع في حجم إنتاج الأسماك، فيما تأتي محافظة رفح في المرتبة الثانية، تليها محافظة خانيونس، بينما تتبوأ المحافظة الوسطى المرتبة الرابعة.
ويبلغ حجم مبيعات الأسماك على مدار عام 2019، في مختلف محافظات القطاع أكثر من 41 مليون شيكل. وفيما يخص توزيع كميات الأسماك حسب وسائل الصيد البحري، فإن ما يعرف بـ(لنش شنشولة) هو الوسيلة الأكثر إنتاجاً ضمن سبعة وسائل صيد بقيمة إنتاج تزيد عن (مليون طن)، بينما تعتبر (حسكة المجداف) الأقل إنتاجا بقيمة إجمالية تبلغ 1%.
ويتجاوز عدد صيادي قطاع غزة حاجز الـ3000 صياد. وهم في الغالبية ينحدرون من المخيمات المطلة على ساحل البحر البالغ طوله 40 كم.