كيف غيّر الذكاء الاصطناعي مناسك الحج هذا العام؟

كيف غيّر الذكاء الاصطناعي مناسك الحج هذا العام؟

كلاعب رئيسي في إدارة وتنظيم واحدة من أعظم الشعائر الدينية في العالم الإسلامي، التطور التكنولوجي السريع الذي تشهده المملكة العربية السعودية جعل من موسم الحج هذا العام تجربة رقمية متكاملة.

حيث دخلت الروبوتات والتطبيقات الذكية إلى الحرم المكي والمسجد النبوي لتحدث تحولًا جذريًا في كيفية أداء المناسك، وتقديم الخدمات الطبية والدينية، وتنظيم الحشود.

الحرم الذكي كيف تعمل التقنية في خدمة الحجاج؟

منذ بداية دخول الحجاج إلى مكة، يواجهون منظومة ذكية تبدأ من بوابات التفتيش المعتمدة على التعرف على الوجوه، إلى تطبيقات الهاتف الذكي التي ترشدهم خطوة بخطوة لأداء المناسك.

أبرزها تطبيق "نسك" الذي بات بمثابة دليل شخصي لكل حاج، يحدد له المسارات ويزوده بالإرشادات الشرعية، وحتى أوقات الزحام لتجنبها.

الروبوتات في الحرم: فتاوى، توجيه، وتعقيم

انتشرت روبوتات صغيرة ذات عجلات بين المصلين والطائفين، تحمل شاشات رقمية وتُجيب على أسئلة الحجاج بلغات متعددة.

وهذه الروبوتات صُممت خصيصًا لتقديم الفتاوى المعتمدة من هيئة كبار العلماء، وتقوم بدور المرشد المتنقل.

كما أُوكل إلى عدد منها مهمة التعقيم الذكي للحرم، ما ساعد على تعزيز الإجراءات الوقائية في ظل استمرار المخاوف من الأمراض والأوبئة.

المراقبة الذكية: السلامة أولًا

شغّلت السلطات السعودية نظام مراقبة يعتمد على الذكاء الاصطناعي لتحليل تدفق الحشود داخل الحرم والمشاعر المقدسة، ما ساعد على إدارة الأعداد الهائلة من الزوار بسلاسة.

الكاميرات الذكية ترصد التجمعات وتُبلغ الجهات الأمنية فورًا لتوزيع الحشود بطريقة أكثر أمانًا.

الطب الذكي رعاية صحية بلا انتظار

في المستشفيات الميدانية، أدخلت وزارة الصحة روبوتات للكشف المبكر عن الأمراض المزمنة وحالات الطوارئ عبر الذكاء الاصطناعي، كما تم استخدام ساعات ذكية وزّعت على بعض الحجاج لمراقبة مؤشراتهم الحيوية.

تحديات أخلاقية وتقنية

رغم الإعجاب الكبير بهذا التحول، أثار اعتماد الذكاء الاصطناعي في الحج تساؤلات دينية وأخلاقية حول مدى تأثير التقنية على روحانية الشعائر.

كما أن بعض الحجاج القادمين من دول فقيرة أو كبار السن واجهوا صعوبة في التفاعل مع التطبيقات الحديثة، مما يبرز الحاجة لجعل التقنية شاملة للجميع.

الحج في 2025 ليس كما كان قبل سنوات. لقد دخل الذكاء الاصطناعي ليكون شريكًا في المناسك، في التنظيم، وفي الرعاية، مما يجعلنا أمام نموذج جديد من الحج الذكي.