تشير دراسات حديثة إلى أن تغير المناخ قد يؤدي إلى إطالة مدة الإصابة بالحساسية الموسمية، حيث طور العلماء نموذجًا محوسبًا لتحليل أثر سيناريوهات الاحترار العالمي المختلفة على إنتاج وانبعاث حبوب اللقاح.
تغير مواعيد المواسم وزيادة الانبعاثات
أظهرت نتائج الدراسة، المنشورة في مجلة Nature Communications، أن الارتفاع في درجات الحرارة قد يؤدي إلى بدء موسم الحساسية الربيعية قبل موعده الطبيعي بما يتراوح بين 10 و40 يومًا،
كما أن انبعاثات حبوب اللقاح خلال فصول الصيف والخريف قد تستمر لفترات إضافية تتراوح بين 5 و15 يومًا.
ووفقًا لمؤلفي الدراسة، فإن هذه التغيرات المناخية من شأنها أن تزيد من معدلات الإصابة بالحساسية الموسمية نتيجة الارتفاع في تركيز حبوب اللقاح وطول مدة تواجدها في الهواء.
الدور المضاعف لثاني أكسيد الكربون ودرجات الحرارة
تتأثر حبوب اللقاح بشكل مباشر بعوامل مناخية مثل درجة الحرارة وتركيز ثاني أكسيد الكربون.
إذ يعمل هذان العاملان على تحفيز نمو النباتات المنتجة لحبوب اللقاح ودفعها إلى إنتاجها في وقت مبكر. كما يأخذ النموذج المحوسب في الاعتبار المواقع الجغرافية التي يمكن أن تشهد نموًا أكبر لهذه النباتات في ظل الاحترار العالمي.
ورغم أن زيادة الرقعة الجغرافية للنباتات لها دور في هذا السياق، فإن إطالة موسم حبوب اللقاح يُعد العامل الأكثر تأثيرًا على تفاقم الأعراض التحسسية.
وتشير المحاكاة إلى أن الاحترار العالمي قد يؤدي إلى زيادة انبعاثات حبوب اللقاح اليومية بنسبة تتراوح بين 35% و40%، مما يرفع إجمالي الانبعاثات السنوية إلى نسبة تقارب 40%.
دراسات داعمة من مناطق مختلفة
أظهرت دراسات أخرى نتائج مماثلة. فعلى سبيل المثال، حللت دراسة في منطقة خليج سان فرانسيسكو البيانات المناخية وعدد أسابيع ارتفاع حبوب اللقاح بين عامي 2002 و2019.
ووجدت أن ارتفاع درجات الحرارة وزيادة الأمطار يرتبطان مباشرة بزيادة طول موسم الحساسية، دون أن يكون لثاني أكسيد الكربون أو دخان حرائق الغابات تأثير كبير في هذه الحالات.
التدابير الوقائية للحد من تأثير الحساسية الموسمية
أولًا: تجنب المحفزات البيئية
استخدام أجهزة التكييف بدلًا من فتح النوافذ لتقليل التعرض لحبوب اللقاح.
استخدام مرشحات هواء عالية الكفاءة وأجهزة تنقية الهواء.
تنظيف الأرضيات بالمكنسة الكهربائية وتغيير أغطية الأسرة بانتظام.
الاستحمام بعد الخروج للتخلص من حبوب اللقاح العالقة على الجلد والشعر.
ثانيًا: استخدام الأدوية المتاحة دون وصفة طبية
تساعد مضادات الهيستامين وبخاخات الكورتيكوستيرويد الأنفية والمحاليل الملحية على التخفيف من أعراض التحسس الموسمي مثل العطس، سيلان الأنف، والحكة.
ثالثًا: الفحص الدوري والمتابعة الطبية
يُنصح بمراجعة الطبيب المختص لتحديد العلاج المناسب، خاصة في الحالات التي تظهر فيها أعراض حادة أو مستمرة، كما قد يتم اللجوء إلى فحوصات إضافية أو إحالة المريض إلى رعاية متخصصة حسب الحاجة.
تأثير تغير المناخ على مدة وشدة الحساسية الموسمية