لماذا سُمي شم النسيم بهذا الاسم؟ قصة عيد فرعوني

لماذا سُمي شم النسيم بهذا الاسم؟ قصة عيد فرعوني

مع اقتراب عيد شم النسيم يوم 21 أبريل، يتجدد فضول الكثيرين لمعرفة أصل تسمية شم النسيم، وسبب ارتباط هذا اليوم بالربيع والأطعمة المميزة مثل الفسيخ والبصل والخس والبيض الملون.

الدكتور مجدي شاكر، كبير الأثريين بوزارة السياحة والآثار، أوضح أن "شم النسيم" هو عيد مصري قديم يعود تاريخه إلى أكثر من 5000 عام، وتحديدًا إلى أواخر الأسرة الفرعونية الثالثة، في حوالي عام 2700 قبل الميلاد.

 أصل التسمية

كلمة "شم النسيم" مشتقة من الكلمة الفرعونية "شمو"، والتي تعني "بداية الحصاد" وبداية فصل الربيع.

بينما أُضيف لفظ "النسيم" لاحقًا للإشارة إلى الطقس المعتدل والهواء النقي الذي يميز هذا اليوم.

كان المصريون القدماء يحتفلون بـ"شمو" كرمز لتجدد الحياة وعودة الخصوبة إلى الأرض، وقد اعتقدوا أن هذا اليوم يمثل بداية خلق الكون.

 طقوس فرعونية ما زالت حية

احتفظ المصريون بطقوس "شم النسيم" عبر آلاف السنين، رغم تغير الديانات والحضارات. وكانوا يجتمعون لمراقبة ظاهرة فلكية مدهشة عند الغروب، حيث يظهر قرص الشمس وكأنه يستقر على قمة الهرم الأكبر، في مشهد كانوا يربطونه بالبعث والتجدد.

كما كانت الأطعمة الرمزية جزءًا أساسيًا من الطقوس:

الفسيخ: هدية من نهر النيل بعد الفيضان

البصل: رمز الحياة والشفاء

الخس: نبات مقدس في مصر القديمة

البيض الملوّن: تعبير عن الخلق والأمنيات التي تُعلق لتُشرق عليها الشمس

 شم النسيم بين الأديان والحضارات

مع خروج بني إسرائيل من مصر، احتفظوا بالعيد في صورة "عيد الفصح"، بينما ارتبط العيد عند المسيحيين بـ"عيد القيامة المجيد"، ويأتي دومًا بعد انتهاء الصوم الكبير.

أما في العصر الإسلامي، فقد استمر المصريون في الاحتفال بشم النسيم، وشارك الخلفاء الفاطميون والمماليك والعثمانيون في الاحتفالات الرسمية.

 حيث خرج الناس للاحتفال في الحدائق وعلى ضفاف النيل، وهو ما دوّنه المستشرق البريطاني "إدوارد وليم لين" في زيارته لمصر عام 1834.

حتى اليوم، ما يزال شم النسيم عيدًا شعبيًا بامتياز، يحتفل به المصريون بالخروج إلى المتنزهات وتناول الأطعمة المرتبطة به، ليبقى شاهدًا على عراقة الحضارة المصرية واستمرارية تراثها.