ما صحة رفع الأعمال في ليلة النصف من شعبان؟

ما صحة رفع الأعمال في ليلة النصف من شعبان؟

رفع الأعمال إلى الله تعالى هو عرض الأعمال التي يقوم بها الإنسان، سواء كانت قولية أو فعلية، أمام الله عز وجل.

وقد وردت عدة أحاديث نبوية شريفة تبيّن أوقات رفع الأعمال، منها ما هو يومي، أسبوعي، وسنوي.

رفع الأعمال إلى الله

يرفع الله أعمال العباد مرتين يوميًا، في صلاة الفجر وصلاة العصر، حيث تتعاقب الملائكة بين الليل والنهار. كما ورد في حديث النبي صلى الله عليه وسلم:

«يَتَعَاقَبُونَ فِيكُمْ مَلَائِكَةٌ باللَّيْلِ ومَلَائِكَةٌ بالنَّهَارِ، ويَجْتَمِعُونَ في صَلَاةِ الفَجْرِ وصَلَاةِ العَصْرِ، ثُمَّ يَعْرُجُ الَّذِينَ بَاتُوا فِيكُمْ، فَيَسْأَلُهُمْ وهو أعْلَمُ بهِمْ: كيفَ تَرَكْتُمْ عِبَادِي؟ فيَقولونَ: تَرَكْنَاهُمْ وهُمْ يُصَلُّونَ، وأَتَيْنَاهُمْ وهُمْ يُصَلُّونَ». (رواه البخاري ومسلم)

ويتم رفع الأعمال مرتين في الأسبوع، يومي الإثنين والخميس، كما جاء في الحديث الشريف:

«تُعرَض الأعمالُ يومَ الإثنينِ والخميسِ؛ فأُحِبُّ أن يُعرَض عملي وأنا صائمٌ». (رواه الترمذي)

ويتم رفع الأعمال السنوي في شهر شعبان، ولم يثبت تحديد ليلة معينة لهذا الرفع، كما جاء في حديث أسامة بن زيد رضي الله عنه:

«ذلِكَ شَهْرٌ يغفل الناسُ عنه بين رجبٍ ورمضان، وهو شَهْرٌ تُرفَع فيه الأعمالُ إلى رب العالمين؛ فأُحِبُّ أن يُرفَع عملي وأنا صائمٌ». (رواه النسائي)

 رفع الأعمال في ليلة النصف من شعبان

ولم يثبت في السنة النبوية أن رفع الأعمال يتم تحديدًا في ليلة النصف من شعبان، ولكن ورد أن الله تعالى يطلع على عباده في هذه الليلة فيغفر لهم جميعًا إلا لمشرك أو مشاحن، كما في حديث أبي موسى الأشعري:

«إن الله ليطلع في ليلة النصف من شعبان فيغفر لجميع خلقه إلا لمشرك أو مشاحن». (رواه ابن ماجه)

فضل ليلة النصف من شعبان

جاء في عدة أحاديث أن ليلة النصف من شعبان ليلة مغفرة ورحمة، ومنها:

«إنَّ اللهَ عزَّ وجلَّ يَنزِلُ إلى السَّماءِ الدُّنيا ليلةَ النِّصفِ من شعبانَ، فيَغفِرُ لأكثرَ من شَعْرِ غَنَمِ بني كلبٍ». (رواه أحمد والطبراني)

«إذا كانَتْ ليلةُ النِّصفِ من شعبانَ فقُومُوا لَيْلَهَا، وصُومُوا نهارَها، فإنَّ اللهَ تعالى يَنزِلُ فيها لِغرُوبِ الشمسِ إلى السَّماءِ الدنيا، فيقول: ألا مستغفرٌ فأغفِرَ له، ألا مُسترزقٌ فأرزقَه، ألا مُبْلًى فأعافِيَه، ألا كذَا ألا كذا حتى يطلُعَ الفجرُ». (رواه ابن ماجه)

ب. هل ليلة النصف من شعبان لها اسم خاص؟

تُعرف ليلة النصف من شعبان بأسماء مختلفة مثل "ليلة البراءة" أو "ليلة الغفران" أو "ليلة الرحمة"، وهذه الأسماء تعكس المعاني الصحيحة لها.

أهمية العبادة في شهر شعبان

وحثَّ النبي صلى الله عليه وسلم على اغتنام شهر شعبان بالعبادة والطاعة، خاصة بالصيام، حيث قال:

«ذاكَ شهرٌ يغفُلُ النَّاسُ عنه بينَ رجبٍ ورمضانَ، وهو شَهرٌ تُرفَعُ فيه الأعمالُ إلى ربِّ العالمينَ، وأحبُّ أن يُرفع َعملِي وأنا صائمٌ». (رواه النسائي)

شهر شعبان من الأشهر العظيمة التي تسبق رمضان، ويتميز بكونه شهر رفع الأعمال إلى الله، كما أن ليلة النصف منه ليلة مغفرة ورحمة. لذلك، يُستحب الإكثار من العبادة والطاعة والاستغفار خلاله، خاصة بالصيام وصلاة الليل.