النزوح الداخلي.. مأساة إنسانية تضاف إلى سلسلة مخاوف سكان غزة

النزوح الداخلي.. مأساة إنسانية تضاف إلى سلسلة مخاوف سكان غزة
آخر قصة

بعد أيام من الغارات الجوية الإسرائيلية العنيفة ثم تكثيف نيران المدفعية، لا ينتظر بعض سكان شمال غزة المذعورين لمعرفة ما إذا كان هناك تكرار لسيناريو حرب عام 2014، عندما تبع ذلك هجوم بري.

وتحت قصف عنيف ليلة الخميس (14/ مايو) حملت رواء معروف أطفالها وهربت من بلدة بيت لاهيا القريبة من الحدود الشمالية لغزة مع إسرائيل.

انتهى المطاف برواء في مدرسة تديرها الأمم المتحدة في مخيم جباليا للاجئين، وانضمت إلى عشرات آخرين تحصنوا في الداخل، بينما كان الناس على الطرق الخارجية يتجهون جنوبا في سيارات أو على عربات تجرها الحمير أو سيرا على الأقدام.

قالت معروف، وهي تتحدث داخل فصل دراسي في مدرسة جباليا: "كنا نجلس مع الأطفال في المنزل عندما بدأت المدفعية فجأة في القصف في جميع الاتجاهات.. تعرض المنزل المجاور لمنزلنا للقصف، وأصابت شظايا منزلنا. ليست لدينا أي فكرة حتى الآن عما إذا كان المنزل الذي غادرناه قد تعرض للقصف أيضًا".

وقالت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين إن مئات الأشخاص فروا إلى المدارس التي تديرها الأمم المتحدة في غزة بحثًا عن مأوى يوم الخميس، لا سيما سكان الشمال، وإنها تتخذ خطوات للتأكد من أن المواقع منظمة وتسمح بالتباعد الاجتماعي لمنع انتشار فيروس كورونا.

المتجهون جنوبا - وبعضهم ينتمون لعربات يدوية - ساروا بمحاذاة مبانٍ دمرها الصراع في قطاع غزة الذي يقطنه مليوني شخص ويعاني منذ 14 عاماً من حصار تقوده إسرائيل.

وشنت إسرائيل هجومين بريين على غزة خلال ما يزيد قليلا عن عقد، في عامي 2009 و2014، في إطار مواجهة طويلة الأمد مع حماس، الجماعة الإسلامية التي تدير غزة منذ عام 2007 والتي أطلق مسلحوها صواريخ على إسرائيل.

يزعم الجيش الإسرائيلي إنه سيواصل استخدام القوة "إذا لزم الأمر" لمحاولة وقف الهجمات الصاروخية المستمرة على البلدات المحتلة عام 1948.

وقالت نوال أبو حليمة، 28 عاما، وهي أم لأربعة أطفال، واصفة رحلتها من بيت لاهيا في وقت متأخر من يوم الخميس بأنها هربت على وقع الانفجارات والقذائف التي كانت تسقط على المساكن وأضاءت السماء: "اتصلنا ببعضنا البعض وصرخنا" الله أكبر"، وكنا مجموعة كبيرة من الجيران، والحمد لله أننا نجونا".