قبل أن يقتل الحر الناجين من الحرب؟

قبل أن يقتل الحر الناجين من الحرب؟

لم تعد تقتصر تداعيات الحرب الدائرة في غزة، على الدمار المادي والنفسي، بل تمتد تداعياتها لتشمل معاناة النازحين الذين يعيشون في ظروف قاسية تحت وطأة العيش في الخيام في ظل طقس شديد الحرارة.

تتجسد تلك المعاناة في أبشع صورها عبر قصة الشابة سناء جبريل، البالغة من العمر 24 عامًا. سناء التي نزحت عن شمال قطاع غزة وتقيم في مواصي محافظة خانيونس جنوب قطاع غزة، تشعر بدوار شديد بفعل حرارة الطقس.

تقول هذه الفتاة إنها في إحدى المرات التي كانت تشعل فيها الحطب لمساعدة أمها في طهي الطعام، خرت قواها وتعرضت لفقدان الوعي نتيجة ارتفاع درجات الحرارة غير المسبوقة. تصف سناء خيمتها بأنها "حمام زراعي"، حيث لا يوجد أي مكان يمكنهم الاستظلال تحته من وقدة الشمس الحارقة.

الكارثة الحقيقية تكمن في أن النازحين والذين يزيد عددهم عن مليون ونصف مواطن، لا يملكون حتى خيارات أمام هذا الطقس، لتوفير ثلاجات لتبريد المياه مثلاً في ظل الانقطاع الكامل للكهرباء، أو مساحات خضراء يمكنهم الاستجمام فيها.

بالإضافة إلى ما تقدم، نستعرض جملة من التحديات التي يواجهها النازحون الذين يعيشون في خيام مصنوعة من النيلون، والتي تلقي بظلال سلبية على صحتهم، وجملة من السبل لتحسين ظروفهم وأوضاعهم:

أولاً الحرارة الشديدة في الخيام والتأثيرات الصحية:

 الإجهاد الحراري وضربات الشمس: الحرارة الشديدة داخل الخيام المصنوعة من النايلون يمكن أن تؤدي إلى حالات خطيرة مثل الإجهاد الحراري وضربات الشمس.

الأمراض الجلدية والجفاف: يمكن أن تسبب الحرارة والرطوبة مشاكل جلدية وجفاف حاد، خاصة لدى الأطفال وكبار السن.

الصعوبة في الحياة اليومية

النوم والراحة: الحرارة الشديدة تجعل من الصعب على النازحين النوم والراحة، مما يؤثر على صحتهم النفسية والجسدية.

الطهي وتخزين الطعام: الحفاظ على الطعام الطازج والطهي يصبح تحديًا كبيرًا في ظل الظروف الحرارية القاسية.

ثانياً: تحديات إضافية:

نقص المياه: الحصول على مياه صالحة للشرب والاستحمام يمثل تحديًا كبيرًا، ما يزيد من معاناة النازحين.

كما أن قلة الكهرباء تجعل من الصعب استخدام أجهزة التبريد أو مراوح الهواء، مما يزيد من حرارة الخيام. الوضع الاقتصادي والاجتماعي

البطالة والفقر: النزوح يؤدي إلى فقدان الوظائف ومصادر الدخل، مما يزيد من صعوبة تحسين الظروف المعيشية، ويجعل النازحين يعتمدون بشكل مباشر على المساعدات الإنسانية فقط.

تردي الواقع التعليمي:

تعيق الحرب على قطاع غزة مواصلة الطلبة للحصول على حقهم في التعليم الأمر الذي يؤثر على مستقبلهم الأكاديمي والمهني.

سبل تحسين أوضاع النازحين

تحسين البنية التحتية للخيام 

استخدام مواد عازلة للحرارة: استبدال الخيام المصنوعة من النايلون بمواد عازلة يمكن أن يقلل من درجة الحرارة داخل الخيام.

تصميمات تهوية أفضل: توفير خيام بتصميمات تهوية جيدة يمكن أن يساعد في تحسين ظروف المعيشة.

 توفير الدعم الصحي

إنشاء مراكز صحية متنقلة: لتقديم الرعاية الطبية الفورية للنازحين.

توزيع مستلزمات الوقاية: مثل واقيات الشمس والقبعات والمياه المعبأة.

الدعم الاقتصادي والاجتماعي

توفير فرص عمل: من خلال برامج تدريبية ومشاريع صغيرة يمكن أن تساعد النازحين على تحسين دخلهم.

دعم التعليم: إنشاء مدارس ورياض أطفال مؤقتة وتقدير أنشطة تعليمية وتوفير الأدوات التعليمية للأطفال النازحين.

وعلى الرغم من هذا كله، فإن ما تقدم يعتبر حلولا مؤقتة أمام معاناة النازحين في خيام قطاع غزة تحت حرارة الشمس الحارقة، لذا فإن هذه المعاناة تستدعي التحرك الفوري والجاد من المجتمع الدولي لأجل إعادة السكان المدنيين إلى بيوتهم. ولابد من تضافر الجهود المحلية والدولية لضمان حياة كريمة للسكان والعمل على توفير مساكن بديلة إلى حين إعادة أعمار المساكن المهدمة.