آخر قصة
اعتاد الجمهور الفلسطيني أن يرى السياسيين بربطات عنق وبدلات منمقة، يقفون أمام عدسات الكاميرات ويطلقون تصريحاتهم وحولهم عناصر الحماية الشخصية، بينما ينادي البائع كمال أبو ظريفة عبر عربة متنقلة يجوب بها شوارع مدينة نابلس في الصباح "اللوز بخمسة شواكل"، وحوله المشترون.
لا يخطر على بال أحد من خارج أسوار هذه المدينة أن بائع اللوز أبو ظريفة، هو من أبرز قيادات الجبهة الشعبية في محافظة نابلس، ومرشح ضمن قائمتها إلى الانتخابات التشريعية المزمع عقدها في آيار/ مايو القادم.
أبو ظريفة المكنى بـ(أبو كفاح)، هو أسير محرر من السجون الإسرائيلية، أمضى ما يقرب من عشر سنوات داخل المعتقل، وحرم من الدراسة الجامعية رغم أنه اجتاز امتحانات الثانوية العامة داخل السجون.
يعتاش الرجل السياسي، من عربة بيع اللوز والخضار في شوارع نابلس، على غير عادة الأعضاء والكوادر السياسية داخل التنظيمات الفلسطينية، وهو أمر يشكل سابقة بالنسبة لرجال السياسية الذين يتعمدون على الرواتب التي تمنحهم إياها تنظيماتهم، أو عبر أعمال وظيفية حكومية، أو استثمارات.
وسبق أن ترشح أبو ظريفة (63 عاماً) لانتخابات بلدية نابلس. ويعتبره الكثير من ممثلي الفصائل الوطنيّة إنّه يُمثل القدوة للقياديّ الفلسطينيّ الذي يحمل همّ فلسطين.
وحصدت الجبهة الشعبية في الانتخابات التشريعية السابقة (2006) على ثلاثة مقاعد. ويتنافس على الترشح للانتخابات التشريعية القادمة 36 قائمة، مشكلة من فصائل ومستقلين، أغلبهم من فئة الشباب.
ولم يرد أسماء لأشخاص من فئات العمال، ضمن القوائم الحزبية أو المستقلة المرشحة للانتخابات، باستثناء (أبو ظريفة) إذ حرصت القوائم الانتخابية الأخرى على تقديم شخصيات ذات حضور فاعل على المستوى الشعبي.