حرفي يعيد الحياة للزجاج وللبلدة القديمة أيضاً

حرفي يعيد الحياة للزجاج وللبلدة القديمة أيضاً
APA
حرفي يعيد الحياة للزجاج وللبلدة القديمة أيضاً

داخل مصنعه المقبب محدود المساحة ووسط قوارير زجاجية مزخرفة تتجلى فيها عظمة الفن ومزج الألوان، ومن قلب البلدة القديمة في مدينة الخليل، يراقب الخمسيني يعقوب النتشة الزجاج المنصهر أمامه وهو يتحول من شكل غير متناظر إلى تحفة زجاجية جميلة تأخذ شكلاً فريداً.  

يتفنن النتشة فن صناعة التحف الزجاجية بألوانها المتألقة وأشكالها المتنوعة، حيث يعتمد على الإمساك بقضيب من المعدن يستخدم في تشكيل الزجاج المنصهر. ينفخ بلطف في هذه الأداة ليمنح الزجاج شكله النهائي، ويخرج بشكل تحفة زجاجية براقة.

وتعتبر هذه الصناعة الحرفية من أهم الحرف التراثية التي تمارس منذ عقود، ويشير النتشة أن جميع مصانع الزجاج مملوكة لأفراد من عائلته، والذين توارثوها أباً عن جد.

بالإضافة إلى ذلك، يستعرض النتشة أعماله الفنية من خلال مصنعه، حيث أنه يعتمد على الأشكال الجمالية التي يحبذها السائحون وعشاق التحف، إذ تجذب هذه الأعمال الفنية انتباه الزائرين للبلدة القديمة بالخليل.

ويكافح النتشة من أجل التمسك بالموروث الثقافي والفني، الخاص بصناعة الزجاج اليدوي وهو يعتبر آخر صانع زجاج في البلدة القديمة، بعد أن رحلت جميع المصانع الأخرى جراء مضايقات الاحتلال الإسرائيلي.

ويقول صانع الزجاج الفلسطيني النتشة إنه كان في البلدة القديمة 18 مصنع زجاج، وجميعها غادرت المكان وذهبت لأماكن أخرى من الخليل، ولهذا قرر نقل مصنعه إليها.

وأردف: " إن طريق عودتي للبلدة القديمة، لم يكن ممهداً وواجهت الكثير من المعيقات"، إذ تسيطر سلطات الاحتلال الإسرائيلية على البلدة القديمة بالخليل بشكل كامل. كما ويتعرض الفلسطينيون لمضايقات كبيرة من قبل سلطات الاحتلال، وتمنعهم من فتح مئات المحلات التجارية، وهذا ما دفع الكثير من التجار ورجال الأعمال إلى نقل محلاتهم ومصانعهم إلى خارج البلدة القديمة.

وذكر النتشة أن مصنعه أعاد الحياة للبلدة القديمة بالخليل، بالإضافة إلى ذلك، يأتي الزوار للمصنع من جميع أنحاء العالم ويشترون منتجاته، ويقول: "المنطقة تغيرت بشكل كامل بعد افتتاح مصنعي، أغلب الناس والسائحين يأتون هنا بسبب مصنع الزجاج".

ويشدد النتشة على ضرورة العمل على إنعاش البلدة القديمة، ودعمها عبر تشجيع التجار ورجال الأعمال على العودة إليها. كما يطالب سكان الخليل إلى زيارة البلدة وشراء حاجياتهم من متاجرها لدعم صمود أصحابها.