في الأول من مايو من كل عام، تتوقف عجلة الحياة مؤقتًا، لا من أجل الراحة فقط، بل احترامًا لمن لا يتوقفون أبدًا عن العطاء.
أولئك الذين ينهضون في الفجر، يقطعون الشوارع المزدحمة، ويكدّون تحت الشمس أو بين الآلات، ليعودوا آخر النهار منهكين لكن فخورين. هؤلاء هم العمال.. بناة الأوطان وأصحاب الأيادي الخشنة والقلوب الكبيرة.
عيد العمال.. ليس مجرد إجازة
قد يظن البعض أن عيد العمال مجرد يوم عطلة، لكنه في الحقيقة يوم للاعتراف والامتنان والتأمل. إنه تذكير سنوي بقيمة العمل، وشرف التعب، وكرامة الكف التي تتعرّق لأجل لقمة عيش حلال.
في هذا اليوم، نرفع قبعات الاحترام لمن يقفون خلف الإنجازات: البنّاء الذي يشيّد البيوت، والمزارع الذي يزرع لنا الغذاء، والسائق الذي ينقلنا من مكان إلى آخر، والعاملة التي تنظف وتخيط وتحمي وتخدم. هؤلاء لا يظهرون في العناوين، لكنهم أساس كل عنوان.
العمل في الإسلام.. شرف وعبادة
لقد كرّم الإسلام العمل والعمال، فجعل العمل عبادة، والكادح في سبيل أسرته كالمجاهد في سبيل الله. قال النبي محمد ﷺ:
"ما أكل أحد طعامًا قط خيرًا من أن يأكل من عمل يده، وإن نبي الله داود عليه السلام كان يأكل من عمل يده" [رواه البخاري].
وورد في القرآن الكريم:
﴿وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ﴾ [التوبة: 105].
حقوق العمال واجبة.. لا مِنّة
وفي هذا اليوم، يجدر بنا ألا نكتفي بالاحتفال، بل نذكّر بأهمية حماية حقوق العمال في الأجر العادل، وساعات العمل المعقولة، والضمان الاجتماعي، والسلامة المهنية، والكرامة الإنسانية. فالاقتصاد لا يُبنى على الأرباح فقط، بل على عدالة توزيعها أيضًا.
موضوع تعبير مكتوب عن عيد العمال- عيد العمال 2025