قد تمر بعض السكتات الدماغية الصغيرة، أو ما يُعرف بالنوبة الإقفارية العابرة (TIA)، دون أن يلاحظها الكثيرون، لكنها تسبب استنزافًا مستمرًا للطاقة والدم لمدة تصل إلى عام بعد الحدوث.
وتحدث هذه النوبات بسبب انسداد مؤقت لتدفق الدم إلى الدماغ، وتستمر أعراضها عادة لفترة قصيرة تصل إلى 24 ساعة، لكنها تترك آثارًا نفسية وجسدية متراكمة، أبرزها التعب المزمن الذي لا يزول بالراحة.
تشير الدراسات الحديثة، مثل الدراسة المنشورة في مجلة علم الأعصاب التابعة للأكاديمية الأميركية لعلم الأعصاب، إلى أن التعب المستمر بعد السكتة الدماغية البسيطة يُعد من أكثر الآثار الجانبية شيوعًا،
وخاصة لدى الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات القلق أو الاكتئاب. فقد تبين أن الدماغ يحتاج إلى جهد إضافي للتعويض عن نقص تدفق الدم المؤقت، مما يؤدي إلى استهلاك طاقة أكبر وإرهاق مستمر قد يستمر لأكثر من عام.
تؤكد الدراسة على ضرورة الانتباه للأعراض الخفية لهذه النوبة، مثل التلعثم في الكلام أو ضعف الذراع أو تدلي الوجه، التي تختفي عادة خلال 24 ساعة، ولكنها قد تسبق سكتة دماغية أكثر خطورة.
وتكشف الأبحاث أن واحدًا من كل ثلاثة مصابين بالنوبة الإقفارية العابرة معرضون للإصابة بسكتة دماغية حقيقية، خاصة خلال العام الأول بعد النوبة.
كما أظهرت الدراسة متابعة 354 شخصًا يعانون من هذه النوبات، حيث أبلغ أكثر من نصفهم عن شعور بالتعب الشديد والمستمر لمدة عام، رغم تحسن الأعراض الجسدية.
كما أظهرت الفحوصات أن التعب لم يكن مرتبطًا بآفات دماغية واضحة، بل كان مرتبطًا بشكل أكبر بالعوامل النفسية مثل القلق والاكتئاب السابقة.
هذا يسلط الضوء على أهمية التشخيص المبكر وإدارة الحالة النفسية لدى مرضى النوبة الإقفارية العابرة، للحد من مخاطر التعب المزمن وتحسين جودة حياتهم، وكذلك اتخاذ التدابير الوقائية لمنع حدوث سكتات دماغية أكثر خطورة.
تعب مستمر بعد السكتة الدماغية الصغيرة الخطر الخفي- التفاصيل