ليلة القدر هي أعظم ليلة في العام، وهي إحدى ليالي العشر الأواخر من شهر رمضان.

وذكرها الله تعالى في القرآن الكريم بسورة تحمل اسمها، حيث قال:

"إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ، وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ، لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ" (القدر: 1-3).

وهذا يعني أن العبادة في ليلة القدر تعادل ثواب عبادة أكثر من 83 عامًا، ما يجعلها فرصة عظيمة لنيل رضا الله ومغفرته.

متى تكون ليلة القدر؟

لم يتم تحديد ليلة القدر بيوم معين، ولكنها تقع في العشر الأواخر من رمضان.

وأرجح الأقوال تشير إلى أنها في إحدى الليالي الوترية، أي ليلة 21، 23، 25، 27، أو 29 من رمضان.

وقد قال النبي ﷺ: "تحرّوا ليلة القدر في الوتر من العشر الأواخر من رمضان" (متفق عليه).

علامات ليلة القدر

هناك بعض العلامات التي وردت في الأحاديث النبوية والتي قد تدل على ليلة القدر، منها:

صفاء السماء وهدوء الليل، فلا يكون هناك عواصف أو حر شديد أو برد قارس.

الإحساس بالطمأنينة والسكينة في القلب.

شروق الشمس في صباحها دون أشعة قوية، فتكون الشمس بيضاء ناصعة بلا شعاع حارق.

اعتدال الجو، حيث لا يكون حارًا ولا باردًا.

أفضل الأعمال في ليلة القدر

لأن ليلة القدر لها فضل عظيم، يجب أن نغتنمها بالأعمال الصالحة، ومن أهم هذه الأعمال:

الإكثار من الدعاء

قال النبي ﷺ: "اللهم إنك عفو تحب العفو فاعفُ عني" (رواه الترمذي).

وهو أفضل دعاء يقال في ليلة القدر.

قيام الليل وقراءة القرآن

فقد كان النبي ﷺ يجتهد في العشر الأواخر من رمضان أكثر من أي وقت آخر، وخاصة بالصلاة وقراءة القرآن.

الاستغفار والتوبة

ليلة القدر فرصة عظيمة لمحو الذنوب والتقرب إلى الله بالتوبة الصادقة والاستغفار.

الصدقة والإحسان

التصدق في ليلة القدر له ثواب عظيم، فكل عمل صالح فيها يُضاعف أجره.

لماذا سميت بليلة القدر؟

هناك عدة تفسيرات لتسمية ليلة القدر بهذا الاسم:

لأنها ليلة ذات قدر ومكانة عظيمة عند الله.

لأن الأقدار تُكتب فيها للسنة القادمة، كما قال الله تعالى:

"فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ" (الدخان: 4).

لأنها ليلة مغفرة الذنوب ورفع الدرجات.

ليلة القدر هي فرصة لا تعوّض لمغفرة الذنوب وزيادة الحسنات، فمن وفقه الله لقيامها فقد فاز بخير عظيم.

فلنجتهد في العشر الأواخر من رمضان، ولنسأل الله أن يرزقنا قيام ليلة القدر بإيمان وإخلاص، ليكتب لنا عظيم الأجر والمغفرة.