مع اقتراب شهر رمضان، يتساءل العديد من مرضى السكري من النوع الثاني، خاصة الذين يعتمدون على الأنسولين، عن إمكانية الصيام بأمان.
وفي هذا السياق، قدم الدكتور عمرو المليجي، رئيس قسم الباطنة الأسبق بطب قصر العيني، مجموعة من التوصيات الهامة التي تساعد المرضى على اتخاذ القرار الصحيح وفقًا لحالتهم الصحية.
إرشادات هامة لمرضى السكري المعالجين بالأنسولين خلال الصيام
استشارة الطبيب مسبقًا:
يجب على جميع المرضى مراجعة الطبيب المختص قبل رمضان بوقت كافٍ لتقييم حالتهم الصحية، وتحديد مدى إمكانية الصيام بأمان، مع تعديل جرعات الأنسولين إذا لزم الأمر.
تجنب المجهود البدني المفرط:
يُنصح بتقليل النشاط البدني أثناء ساعات الصيام، خاصة بين العصر والمغرب، لتجنب انخفاض السكر الحاد.
المراقبة المستمرة لمستوى السكر:
من الضروري قياس نسبة السكر عدة مرات يوميًا، وكسر الصيام فورًا إذا انخفض مستوى السكر إلى أقل من 70 ملجم/ديسيلتر، أو ارتفع فوق 300 ملجم/ديسيلتر، أو عند الشعور بأعراض نقص أو ارتفاع السكر.
مخاطر نقص السكر في الدم:
يعد انخفاض السكر من أخطر مضاعفات العلاج بالأنسولين، وقد يؤدي إلى فقدان الوعي، تشنجات، أو حتى الوفاة.
ورغم أن الأنواع الحديثة من الأنسولين (نظائر الأنسولين) تقلل هذا الخطر مقارنة بالأنسولين البشري، إلا أن الصيام يظل محفوفًا بالمخاطر، مما يجعل العلاج بالأنسولين عذرًا شرعيًا للإفطار.
تصنيف خطورة الصيام وفقًا للجمعية العربية للسكري والميتابوليزم
خطورة عالية جدًا: المرضى الذين يتلقون جرعات متعددة من الأنسولين يوميًا يُمنع صيامهم تمامًا.
خطورة عالية: المرضى الذين يعتمدون على جرعتين من الأنسولين المخلوط عند الإفطار والعشاء يُحذر عليهم الصيام.
خطورة متوسطة: المرضى الذين يستخدمون جرعة واحدة من الأنسولين طويل المفعول أو الخليط يمكنهم الصيام تحت إشراف طبي دقيق.
بدائل آمنة للصيام
أدوية مماثلات الإنكريتين (GLP-1 RA):
تعد خيارًا آمنًا لأنها لا تسبب نقص سكر الدم، بل تحسن مستواه.
وتساعد في تقليل الوزن، كما تحمي بعض الأنواع منها من جلطات القلب والمخ لدى المرضى المعرضين للخطر.
ومع ذلك، قد تسبب غثيانًا أو إسهالًا في بداية الاستخدام، لذا يجب البدء بجرعات منخفضة وزيادتها تدريجيًا.
ويتم تناولها على شكل حقنة واحدة يوميًا، ويصنف المرضى الذين يستخدمونها ضمن الفئة متوسطة الخطورة، ما يتطلب متابعة طبية دقيقة.
وصيام رمضان لمرضى السكري من النوع الثاني المعالجين بالأنسولين يمثل تحديًا كبيرًا، ويعتمد على الحالة الصحية لكل مريض ومدى استجابته للعلاج.
لذلك، يُنصح بعدم اتخاذ قرار الصيام دون استشارة الطبيب المختص لضمان الصيام بأمان أو اتخاذ قرار الإفطار عند الحاجة.
الصيام ومرض السكري.. متى يكون آمنًا ومتى يصبح خطرًا؟