تتوالى الأنباء عن وقوع أكثر من كارثة بيئية في اليومين الماضيين فقط، كان أخرها زلزال اندونيسيا الذي وقع بقوة 6.2 درجة على مقياس ريختر، وكذلك إعصار دانيال في ليبيا الذي راح ضحيته أكثر من (3 آلاف) شخص، وأيضًا زلزال المغرب الذي قارب عدد ضحاياه ذات العدد، وفي ظلّ هذه الأحداث يحتاج ذوي المتأثرين بالكوارث الطبيعية الاطمئنان على أحبتهم.
وينصح الخبراء عند حدوث الكوارث الطبيعية التي يصبح فيها التواصل مع الأقارب والأحبة ماسًا وضروريًا للتأكد من سلامتهم وتقديم الدعم لهم، باستخدام مواقع التواصل الاجتماعي كوسيلة فعالة للتواصل والتأكد من سلامة الأفراد المتأثرين، وذلك بدلاً من الاعتماد على المكالمات الهاتفية التقليدية.
ويعود ذلك إلى جملة من الأسباب التي تدعونا للاعتماد على مواقع التواصل الاجتماعي في حالات الحوادث والكوارث الطبيعية وما تتسبب به من ظروف قاسية على الناس.
أولًا، يوفر استخدام وسائل التواصل الاجتماعي فرصة للمتضررين للتواصل السريع والمباشر مع أحبائهم وأقاربهم، إذ يمكنهم إرسال رسائل نصية أو صور أو مقاطع فيديو لإعلامهم بحالتهم ومكان إقامتهم المؤقت.
ويمكن لطريقة التواصل الحيوية والديناميكية التي تقدمها وسائل التواصل الاجتماعي، أن يجلب الراحة والاطمئنان لأولياء الأمور والأصدقاء الذين يعيشون في مناطق بعيدة، وقد يكون من الصعب عليهم الوصول إلى المنطقة المتضررة.
ثانيًا، تُحدِّث الكوارث الطبيعية ضغطًا هائلاً على شبكات الاتصالات وخاصة أبراج الاتصالات، مما يؤدي إلى تقليل الطاقة الاستيعابية لهذه الأبراج. إذا كان الناس يستخدمون المكالمات الهاتفية بكثافة كبيرة، فقد يتعذر على المتضررين أو العالقين طلب المساعدة العاجلة عبر الهاتف.
لذا، يجب أن نتجنب زيادة الضغط على هذه الشبكات عن طريق تحويل جزء من الاتصالات إلى مواقع التواصل الاجتماعي، حيث يمكن للناس مشاركة معلوماتهم وتحديثاتهم دون التأثير على القدرة الاستيعابية للبنية التحتية للاتصالات.
بالإضافة إلى ذلك، يمكن لمواقع التواصل الاجتماعي أن تلعب دورًا مهمًا في نشر المعلومات المهمة والتحذيرات الطارئة خلال الكوارث الطبيعية. يمكن للسلطات المحلية والمنظمات غير الحكومية والمتطوعين استخدام هذه المنصات لتوفير تحديثات في الوقت، وتقديم نصائح السلامة والإرشادات الطارئة للمجتمع المتأثر بالكارثة.
ويساعد نشر المعلومات التحذيرية وما تلعبه السلطات من دور مهم في وقت الكوارث، في توفير مصدر موثوق للمعلومات ويساهم في تقليل الشائعات والمعلومات الخاطئة التي قد تسبب الذعر والارتباك بين الناس.
ومع ذلك، يجب أن نذكر أن استخدام مواقع التواصل الاجتماعي للاطمئنان على أحبائنا ليس البديل الكامل للاتصال الهاتفي، ففي حالات الطوارئ الحقيقية، قد يكون الاتصال الهاتفي العاجل هو الوسيلة الأفضل للحصول على المساعدة الضرورية. لذا، يجب أن نتذكر أنه في حالة الخطر الفوري أو الحاجة الماسة، يجب أن يتم الاتصال بالطوارئ المحلية عبر الهاتف.
ويعزا ذلك إلى أنه في العديد من البلدان، توفر السلطات خطوط طوارئ مخصصة للتعامل مع حالات الكوارث الطبيعية، والتي تساعد المتضررون إلى الحصول على المساعدة الفورية من فرق الطوارئ أو الجهات المعنية. إذ يتم توجيه هذه الخطوط للتعامل مع المكالمات الهاتفية الطارئة فقط، وبالتالي فإن استخدام الاتصال الهاتفي يضمن وصول المكالمة إلى الجهة المختصة بسرعة وفعالية.
ويثمن الخبراء أهمية مواقع التواصل الاجتماعي خلال الكوارث الطبيعية كأداة قوية للتواصل والاطمئنان على أحبائنا. يساعد في تخفيف الضغط على شبكات الاتصالات ويسمح للمتضررين بالحصول على المساعدة العاجلة عبر الهاتف.
إن ما تقدمه تكنولوجيا التواصل من فرص هائلة لتقريب المسافات والحفاظ على تواصلنا في الأوقات الحرجة، يساعدنا ويوحي إلينا بطرق استغلالها بشكلٍ ذكي لتحقيق أقصى قدر من الفائدة في حالات الكوارث الطبيعية.
كوارث طبيعية وزلازل