تتعدد المعالم الأثرية داخل قطاع غزة، والتي تلفت المواطنين والزائرين على حد سواء، فيستشعرون عبرها عبق التاريخ والأصالة. ويُعد حمّام "السمرة" التاريخي من أهم المعالم الأثرية في مدينة غزة، ويتردد إليه الصغار والكبار لأغراضٍ متعددة.
يقول مدير حمّام السمرة، سليم الوزير، إنّ عُمر هذا المكان، الذي يقع في حي الزيتون شرقي غزة، يعود إلى العهد المملوكي، ويمتلك "حمام السمرة" أهمية ثقافية كبيرة، تجعله محط اهتمام الفلسطينيين لكونه يمثل جانبا مهما من "التاريخ والحضارة القديمة لغزة".
ويحتوي حمام السمرة على عناصر معمارية وتصميمية بارزة، وأهمها الأقواس ونوعية الأحجار المستخدمة في البناء (الحجر الرملي)، والقِباب، والأرضية وغيرها من المعالم ذات الدلالة الإسلامية، التي تعود إلى العهد المملوكي.
وعمل الوزير في الحفاظ على حمام السمرة منذ 53 عاماً دون كللٍ أو ملل، فأضاف له خدمات طبية ليصبح بمثابة منتجع طبي وعلاجي. يقول، "بعد إضافة الخدمات الطبية إلى حمام السمرة، أصبح مزيجاً بين التاريخ والعلم والفن، فبعد أن كان يستخدم للاستحمام فقط بسبب عدم توفر الحمامات في المنازل، أصبح اليوم يستخدم للاستجمام والعلاج والوقاية البدنية".
قديما، كانت الحمامات من أهم المشاريع التجارية في العصر القديم، لكن "حمام السمرة" اُستُخدِم للعلاج الطبيعي، مما جعله يحافظ على أهميته حتى هذا اليوم. وقد خضع إلى عدة عمليات ترميم، كان آخرها خلال السنوات القليلة السابقة، إذ تم تجديده بصعوبة بالغة، وذلك بسبب تهالك البناء، منوهاً إلى أن ترميمه تم تحت إشراف جهات مختصة.
إلى جانب ذلك، لم يكن هذا الحمام مخصصًا للاستخدامات العلاجية والصحيّة فقط، بل تضمن العديد من الأنشطة الاجتماعية قديمًا، مثل إحضار الحكواتي أو الخطباء والشعراء، للتشجيع على زيارته وكسب الفائدة.
وما زال حتى اليوم يحافظ على الإقبال عليه وفقًا للوزير الذي قال، "الإقبال على زيارة حمام السمرة في ازدياد مستمر، كونه أصبح جزءاَ من العادات والتقاليد المتوارثة من الكبار إلى الصغار، ولزيادة الوعي بأهمية الخدمات التي يقدمها المكان".
كما تتردد الوفود السياحية باستمرار لزيارة هذا المعلم التاريخي، لكونه من أبرز المعالم الأثرية والثقافية في المنطقة. وبنبرة فخر واعتزاز نوّه الوزير إلى أنه ورَّث أبناءه حُب الاهتمام بالمعالم التاريخية، والحفاظ عليها وخدمتها لتبقى على مدار الأجيال القادمة.
التعليقات