الكفيفة ياسمين والنجاح  الذي أبصر النور

الكفيفة ياسمين والنجاح الذي أبصر النور

تمكنت الفتاة الضريرة ياسمين النجار (18 عاماً) من اجتياز مرحلة الثانوية العامة بمعدل 90%، وبذلك أدخلت الفرحة على قلب أسرتها. وقالت وهي تمسح دمع الفرح عن وجنتيها : "الإعاقة لا تمنع التفوق".

ياسمين واحدة من بين 48 ألف فتاة اجتازت اختبار الثانوية العامة في الأراضي الفلسطينية، غير أنه لا يتوفر عدد دقيق عن أعداد الفتيات اللواتي يعانين إعاقات بينهن.  

ولم يُشكل فقدن ياسمين للبصر، حجر عثرة في طريق طويل امتد لـ12 عاماً من التعليم، منتقلة من مدرسة إلى أخرى من مدارس مدينة خانيونس جنوب قطاع غزة.

تذكر ياسمين أنها بعد الانتهاء من المراحل الأساسية كان عليها الانضمام إلى المدارس العامة، نظراً لعدم وجود مدارس خاصة بالمكفوفين.

وتشكل الإعاقة البصرية 29% من مجموع الإعاقات في قطاع غزة بواقع 13.655 شخصًا يعاني إعاقة بصرية. وبلغ عدد الإناث ذوات الإعاقة البصرية أعلى من عدد الذكور، حيث تجاوز عددهن 7169 امرأة، في حين بلغ عدد الذكور 6486 فقط. بحسب إحصائيات محلية. 

تروى ياسمين تفاصيل المعاناة مع الدراسة وصعوبة حصولها على المنهاج بطريقة يسهل نقلها من زميلات الدراسة، إذ كانت تعود إلى البيت، وتبدأ معركتها مع آلة برايل البالية (آلة لكتابة النصوص للأشخاص من ذوي الإعاقة البصرية). ولاحقا تعطلت الآلة الأمر الذي عقد من مستوى التحديات التي تواجهها. 

وقالت والحزن بدا واضحاً في صوتها: "الآلة كانت إعارة من وزارة التنمية الاجتماعية، وكان من المفترض أن يجري إرجاعها بعد الانتهاء من المرحلة الثانوية، ولكنها بكل أسف لم تسعفني وقتما كنت في أمس الحاجة لها". 

وعن التحديات الأخرى، قالت ياسمين إنها واجهت صعوبة بالغة في الانتقال اليومي للمدرسة،  لعدم  إمكانيات مناسبة الأمر الذي كان يضطر والدها وأخيها لمرافقتها بشكل يومي.  

وبعد أن حققت هذا النجاح الممزوج بالمعاناة، اجزمت أنها  لن تقف عند هذا الحد من النجاح، بل سوف تلتحق بالجامعة و ستكمل مشوارها العلمي. 

وقالت ياسمين: "سوف ألتحق بالجامعة الإسلامية وأدرس التخصص الذي طالما حلمت به، وهو الدراسات الإسلامية، وأتبع السبيل ذاته الذي كنت عليه في الثانوية العامة في سياق الدراسة والمراجعة".

في سياق حديثها عن طموحاتها، أشارت إلى أنها ستدخر مصروفها الشخصي، لأجل اقتناء حاسوب، وآلة خاصة بالمكفوفين أيضا. 

واختتمت قولها بالحديث عن جملة تطلعاتها "مساحة التعليم والتثقيف الجامع أكبر بكثير من الثانوية العامة، وقد تكون نسب التفوق في المراحل الجامعية أعلى، لذلك فإن العثرات قد تكون حاضرة لكنها لن تجعلني استسلم وسأكمل مشواري إلى ما اصبوا إليه".