أنا زكريا الجيار في العقد الثامن من العمر، منذ زمن طويل وأنا أعمل في مهنة إصلاح ماكينات الخياطة التقليدية. لقد امضيت في هذه الحرفة أكثر من 55 عاماً.
مهنة إصلاح ماكينات الخياطة أوشكت على الاندثار، حيث لا يكاد يعمل بها في العصر الحالي سوى أشخاص محددة. ورغم ذلك لازلت محتفظ بمعدات قديمة جداً، استعين بها في تصليح ماكينات الخياطة البالية والتي يعود عمرها لعشرات السنين، صحيح إنها بالية لكنها عبارة عن قطع غيار ثمينة في نظري.
ربما أفاجئكم إن قالت إني امتلك ماكينة قديمة في هذه الورشة المتواضعة، تعود للعصر العثماني، هي في الحقيقة اختفت تماماً بسبب التكنلوجيا الحديثة وتطور ماكينات الخياطة في الوقت الحالي، لكن الاحتفاظ بها يعني لي الشيء الكثير.
زادت نسبة الاعتماد على الملابس المستوردة من الخارج، وبالتالي قلت نسبة استخدام ماكينات الخياطة في قطاع غزة، وبالتالي تأثر عملي على نحو ملحوظ في السنوات الأخيرة، بعد أن زادت نسبة اعتماد الأسواق المحلية على الملابس المستوردة من الدول الخارجية، مثل تركيا والصين.
ربما لا يعلم البعض أن الاستيراد أدى لإغلاق أكثر من 2000 مصنع ملابس، وبالتالي ارتفعت نسبة البطالة بشكل ملحوظ في قطاع غزة الذي يعاني ظروفا اقتصادية وسياسية سيئة.
بالرغم من قلة الإقبال على تصليح ماكينات الخياطة، إلا أني لازلت متسمك بهذه المهنة التي لا تكاد تكفي لتوفير قوت يومي، ولكني للأسف لا أملك خبرة في مجال آخر.