"هي أيضاً حرب تجهيل"... الاحتلال يستهدف مكتبات غزة

"هي أيضاً حرب تجهيل"... الاحتلال يستهدف مكتبات غزة
رصيف22

طالما كانت ممارسات إسرائيل وجرائمها بحق الشعب الفلسطيني مخططة ومدروسة بعناية. هي لا تفعل أي شيءٍ اعتباطاً. هذه الحرب على قطاع غزة، ليست استثناءاً في ذلك. 

منذ اليوم الأول للقصف، تبيّن كيف أن الاحتلال كان يتحين الفرصة وربما يسعى إليها، للقضاء على البنية التحتية للقطاع المحاصر منذ عام 2007. حتى في تدمير البنية التحتية كان الاحتلال انتقائياً، فركز على البنية التحتية الخدمية مثل شبكات الكهرباء والمياه والإنترنت، ثم استهدف وسائل الإعلام - المحلية والدولية- لعرقلة فضح جرائمه.

في موازاة ذلك، كان هناك مخطط لا يقل خسة عن استهداف البشر ومورد رزقهم، وهو استهداف دور العلم والثقافة بالقطاع. آخر ضحاياه مكتبة سمير منصور الأشهر في غزّة.

ونشر حساب المكتبة عبر تويتر، في 18 أيار/ مايو: "الاحتلال الإسرائيلي يدمر مصدر الثقافة وأكبر دار نشر في قطاع غزة".

وعلّق الكاتب الفلسطيني أحمد مأمون على ذلك: "هي (الحرب على غزة) أيضاً حرب تجهيل"، مستعرضاً استهداف الاحتلال في الأيام الأولى للقصف برج هنادي ما أسفر عن تدمير "مكتبة الأمة العامة" التي وصفها بأنها كانت "المكتبة الاستثنائية التي ضمت عشرات المؤلفات الحديثة".

كما تحسّر على قصف مكتبة سمير منصور وتحويلها إلى ركام وهي من المكتبات القليلة الباقية في القطاع.

وقال الصحافي والأكاديمي محسن الإفرنجي: "قصفتم المكتبات الثقافية وعلى رأسها مكتبة سمير منصور ومكتبة أقرأ ومبنى كحيل للخدمات الطلابية والجامعية وغيرها من المرافق التعليمية والمدارس لكن لن تقصفوا الوعي والذاكرة، فالذاكرة وطن والوطن لا يموت".

وعقّبت أريج: "الاحتلال اليوم دمّر عمارة كحيل وكل المكتبات المحيطة بها، عمارة كحيل بشارع الجامعات وكانت كلها عبارة عن مراكز دورات تدريبية، زي مركز نفحة لتعليم اللغة العبرية، ومركز فلسطين والرائد والعديد، وتحتها مكتبة اقرأ وسمير منصور - من أكبر مكتبات غزة- ومكتبات أخرى كانت مرجعاً للكبار وللصغار".

واعتبرت أن "تدميره لهادا المكان ما بيدل إلا على خوفه ورعبه الكبير من الوعي والثقافة وأي شي بيساهم بنشرهم، ويقينه التام بأن الكلمة هي السلاح الّي بيكشفه وبيكشف بشاعته، وأنه شعبنا وصلته رسالة الباسل لما حكا ‘بدك تكون مثقف، بدك تكون مثقف مشتبك‘".

كانت أريج تشير بذلك إلى العبارة المأثورة الخالدة للمقاوم والناشط الفلسطيني باسل الأعرج: "بدك تصير مثقف؟ بدك تصير مثقف مشتبك. ما بدك مشتبك؟ لا منك ولا من ثقافتك (فائدة)".

وتفاعل كثيرون مع مقطع متداول لشعبان سليم صاحب مكتبة اقرأ وهو يحاول لملمة ما تبقى من الكتب كـ"حاجة من ريحة المحل" أي المكتبة التي وصفها بأنها كانت "حلماً… كنت أمنع عن حالي وأولادي وإخوتي عشان أكمل المحل… سهر سنين".

ساهم العديد من الكتاب والصحافيين الفلسطينيين في نقل الخبر إلى الكتّاب والمثقفين حول العالم، فاستنكر هؤلاء الجريمة الإسرائيلية بحق الثقافة في غزة.

في تغريدة حققت أكثر من 4000 إعجاب و3000 إعادة تغريد، قالت الفنانة والكاتبة الأمريكية مولي كرابابل: "دمّرت القنابل الإسرائيلية مكتبة سمير منصور، أكبر وأكثر المكتبات شهرة في غزة. العمل النابع من القلب والإبداع والموهبة التي كانت تصب في هذا المكان باتت الآن رماداً".

أما الصحافية والكاتبة الكندية ناعومي كلاين، فشاركت تغريدة كرابابل معلقةً عليها: "ولن يُسمع نحيب كل هؤلاء الأشخاص الذين يفترض شعورهم بالذعر من تأثير حركة مقاطعة إسرائيل (BDS) على التبادل الفني والأكاديمي والثقافي".